الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
كتاب الروض المربع الجزء الثاني
83091 مشاهدة
كيفية معاملة الذميين

ولا يجوز تصديرهم في المجالس ولا القيام لهم، ولا بداءتهم بالسلام أو بكيف أصبحت؟ أو أمسيت؟ أو حالك؟ ولا تهنئتهم وتعزيتهم وعيادتهم وشهادة أعيادهم؛ لحديث أبي هريرة مرفوعا: لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم في الطريق فاضطروهم إلى أضيقها قال الترمذي: حديث حسن صحيح.


لا يجوز تصديرهم في المجالس، المجالس خاصة أو عامة.
- في المجالس الخاصة؛ يعني: مجالس الدور، فإذا جاءك في دارك أحدهم فلا تقدمه في صدر المجلس بحيث يتخطى ويتقدم على المسلمين إذا كان عندك أحد، بل يجلس في طرف المجلس، وذلك من باب الإهانة.
- وكذلك المجالس العامة مثل الدوائر والمكاتب وما أشبهها تكون أيضا مجالسهم واطئة منخفضين عن المسلمين. لا يجلسون في المجالس في صدور هذه المجالس بل يهانون ويجلسون على الأرض وفي طرف المجلس أيا كان ذلك المجلس، هذا هو الأصل في إهانتهم. كذلك أيضا يحرم القيام لهم.
إذا دخل أحدهم وأنتم جلوس في مجلس فلا تقوموا له، بل تجلسون وتلزمون أماكنكم حتى يجلس هو حيث يناسبه، ولا يجوز لأحد من المسلمين أن يؤثره بمجلسه فيقوم ويقول: اجلس ها هنا، فإن الكفر أذلهم، والإسلام يعلو ولا يعلى. للمسلمين العزة. وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وهؤلاء لهم الهوان، فالعزة للمؤمنين. وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ولو كان هذا الكافر الذمي، ولو كان مفكرا ولو كان رئيسا أو عارفا أو حاذقا في صنعة أو نحو ذلك، لو كان معه ما معه من المعرفة، ولو كان له ما له من المكانة والمنزلة عند الناس لا يجوز للمسلمين أن يصدروه في مجالسهم، ولا أن يؤثروه بأماكنهم، ولا أن يقوموا له إذا دخل عليهم، ولا أن يتسابقوا إلى مصافحته، ولا أن يبدأوه بالسلام، وإذا بدأهم بالسلام فإنهم يقولون: عليكم أو: وعليكم. لا يقولون: عليكم السلام، بل أمروا بأن يقولوا: وعليكم، ولا يجوز أيضا الاحتفاء بهم، بداءتهم بقولك: كيف أصبحت؟ كيف أمسيت؟ كيف حالك؟ أو التحيات المستعملة نحو: مساء الخير أو مساء النور باللغة العربية، أو بما يقابلها من لغاتهم، لا يجوز أن يبدأ بهذه التحية التي فيها شيء من الاحترام.
كذلك أيضا لا يجوز تهنئتهم بأعيادهم ولا تعزيتهم بمصيبة أصيبوا بها ولا شهود حفلاتهم، ولا شهود أعيادهم التي يجتمعون فيها، كل ذلك لا يجوز، وما ذاك إلا لما فيه من رفع مكانتهم، واعتراف بحرمتهم وقداستهم، والأصل أنهم أذلاء؛ فيزادون ذلا، فإذا أتاهم المسلم وهنأهم بعيد لهم كعيد الميلاد أو النيروز أو نحوها أو شيء من مهرجاناتهم؛ كان في ذلك شيء من التقديس لهم والاعتراف بهم؛ فلذلك لا يجوز تهنئتهم. كذلك أيضا لا يجوز أن نعود مرضاهم ولا أن نشهد جنائزهم أو نتبعها، بل نهجرهم، ونبتعد عنهم، وإذا لقيناهم في طريق فلهم حافة الطريق، هكذا أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله: لا تبدأوا اليهود ولا النصارى بالسلام، وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه أو إذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقها هكذا أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم: أمرنا بأن نضطره إلى أضيقها. إذا كان الطرق واسعا فالأصل أنهم يمشون في جهتهم ولكن لا يتحققون الطريق بل لهم أطراف الطريق، والحاصل أن في هذا كله ما يشير إلى أنهم أهل الهوان وأهل الصغار.
.. إذا كان مضطرا إليه، فتشير إليه إشارة للضرورة؛ إذا لم تجد غيره فتشير إليه بإشارتهم بسلامهم هم أو تحيتهم التي يتبادلونها دون استعمال سلام المسلمين.
.. ينبه. إذا قاله نبهه وقل: هذا هو ردك على النصارى.


س: التحية بغير السلام في لغاتهم المعروفة، والرد عليهم كيف يكون؟

لا بأس، الرد عليهم بمثلها.

س: سواء إذا ابتدأ أو لم يبتدئ؟
نعم.
.. من يرجى إسلامه فإنه يعامل معاملة اللين واللطف فإذا ظهر العناد منه فلا خير فيه.